بنزرت هي مدينة تونسية، عاصمة ولاية بنزرت. يتأصل اسمها من اليونانية هِيپُو-زَارِيتُوسْ Hippo-Zarytus. وصل عدد سكانها لـ 114,371 نسمة (إحصائيات 2004).
موقع مدينة بنزرت الجغرافي:
تقع مدينة بنزرت في أقصى الشمال للبلاد التونسية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط مما جعلها تحتل مكانة استراتيجية بارزة أهلتها لأن تكون مركزا لولاية بنزرت وقطبا اقتصاديا هـاما. وتعتـبر ولاية بنزرت ولاية متكاملة بما احتوت عليه من ثروات طبيعية زاخرة وما اشتملت عليه من محاور تنموية متنوعة في مجالات الفلاحة والصيد البحري والصناعة.
وتمثل بحــيرات بنزرت وإشكل وغار الملح أبرز الخصوصيات الطبيعية للولاية إلى جانب جزيرة جالطة الزاخرة بجمال الطبيعة والثروة السمكية والرأس الأبيض باعتباره أعلى نقطة في القارة الإفريقية ووادي مجردة الذي يغذي بمياهه المتدفقة جزءا هاما من الأراضي الزراعية. ومن خصائص بنزرت المدينة ميناؤها القديم وجسرها المتحرك الذي يؤمن حركة المرور بين ضفتي قنال بنزرت.
*********
إن بنزرت الفينيقية أو هيبوأكرا كانت مركزا تابعا لأوتيكا مثلما كانت تونس تابعة لقرطاج . وقد غزاها القائد الصقلي أغاطوكل سنة 309 ق.م. في حملته على قرطاج . و قد أبدت الولاء لهذه أثناء الحروب البونيقية. فلما انتصرت روما هدمت هيبو و ألحقت ترابها بأوتيكا. وعند حلول يوليوس قيصر ببنزرت ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية و أطلق عليها اسم هيبو ديارتوس. و في عهد أغسطس قيصر جعل هذا الأخير المدينة تزدهر وتتقدم وتستعيد عمرانها و يمنحها مرتبة المدن المتمتعة بالرعاية الملكية اعترافا بموقعها الاستراتيجي الهام ومكانتها في حوض البحر الأبيض المتوسط. و لما تدهور حكم الرومان احتل ( جانسريق) زعيم الوندال هيبو و ذلك باستنجاد من ( بونيفاس ) سنة 439 م. و لم يدم ملك الفندال طويلا بالبلاد رغم سيطرة جانسريق و ابنه هانريق على كامل المنطقة المتوسطية بفضل بطولتهما الفائقة لكن خلفاءهما تشاغلوا باللهو و المجون و فرطوا في المكاسب مما تسبب في احتلال البلاد من قبل بيزنطة سنة 534 م.
وقد فتحــها للعرب القائد معاوية بن حديج الذي كان مقاتلا في جيش عبد الملك بن مــروان سنة 41 هـ ( 661 م). وسماها القائد حسان بن النعمان سنـــة 698 م باسمها الحالي بنزرت وأقام فيها رباطا لردّ الهجـــومات المفاجئة للروم. وأصبحت بنزرت منذ ذلك الحين مدينة عربية مسلمة. وإثر غزوة الهلاليين وانحلال الحكم الصنهــاجي بالمهدية أقام القائد الورد اللخمـــي من ملوك الطوائف ببنزرت دولــــة بني الورد وحصن مدينتـها ونظم شؤونها ودام حكمها 151 سنة ( من سنة 404هــ إلى 555هـ / 1013م إلى1160م). وقد شهدت بنزرت في العهد العثماني نهضة عمرانيّة واقتصادية مكنتها من تبادل البضائع بين التونسيين والأوروبيين وخاصة بعد حفر القنال وتهيئة الميناء العسكري والتجاري، الأمر الذي جعلها على كفاءة عالية من الدفاع والمراقبة.
وموقع بنــزرت الاستراتيجي جعلها ملتقى لمختلف الحضارات التي توالت على حوض البحر الأبيض المتوسط، مما ترك فيها آثارا عمرانية وعسكريــــة تزخــر بها إلى اليوم.
و هنا الموقع الرسمي للمدينة
أدخل